![](https://mawtany.com/wp-content/uploads/2025/01/FB_IMG_1738312021118-720x470.jpg)
تهجير الفلسطينيين: جريمة مستمرة ورفض مصري قاطع
بقلم . عبدالحميد نقريش :
تهجير الفلسطينيين: جريمة مستمرة ورفض مصري قاطع
منذ نكبة عام 1948، والفلسطينيون يتعرضون لمخططات التهجير القسري، حيث تحاول قوات الاحتلال دفعهم إلى خارج أرضهم تحت ذرائع وحجج واهية. واليوم، في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، تتزايد المحاولات الإسرائيلية لفرض تهجير جماعي لسكان القطاع، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، التي تجرّم التهجير القسري وتعتبره جريمة حرب.
إن ما نشهده اليوم من قصف متواصل، وحصار خانق، واستهداف مباشر للمدنيين والبنية التحتية، ليس مجرد حرب، بل سياسة تهجيرية ممنهجة تهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، وتفريغ القطاع من سكانه، خدمة لمخططات استعمارية توسعية.
الرفض المصري.. صوت العروبة الصادح
أمام هذه المخططات المشبوهة، جاء الموقف المصري صلبًا وحاسمًا، إذ أكدت الدولة المصرية، بكل مستوياتها، رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشددة على أن فلسطين للفلسطينيين، وأن الحل لا يكون بترحيلهم من أرضهم بل بوقف العدوان الإسرائيلي فورًا.
لم يقتصر الرفض المصري على التصريحات السياسية والدبلوماسية، بل انعكس في الشارع المصري، حيث تدفقت حشود غاضبة نحو الحدود، تعبيرًا عن تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية ورفضها المطلق لأي مساس بسيادة الأراضي المصرية أو أي مخطط يستهدف تفريغ غزة من سكانها.
رفض مصر القاطع لهذه المؤامرة ينبع من عدة اعتبارات جوهرية:
1. الموقف القومي والتاريخي: مصر كانت وستظل داعمًا رئيسيًا للقضية الفلسطينية، وترفض أي حلول تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين.
2. الاعتبارات الأمنية: تهجير سكان غزة إلى سيناء يخلق تهديدات أمنية خطيرة، ويخلّ بالتوازن الديموغرافي والجغرافي في المنطقة.
3. المسؤولية الإنسانية: بدلاً من تهجير الفلسطينيين، يجب إجبار الاحتلال على وقف عدوانه ورفع الحصار المفروض منذ سنوات طويلة.
ما يحدث في غزة ليس مجرد “عملية عسكرية”، بل جريمة تطهير عرقي تستوجب تحركًا دوليًا فوريًا. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، ويوقف هذه المخططات التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة. أما الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب المصري، فقد أكدت أن فلسطين ليست وحدها، وأن أي محاولة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ستُواجه بالغضب والرفض.
إن تهجير الفلسطينيين لن يكون حلاً، بل جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود. والرد الوحيد عليها يجب أن يكون واضحًا: هذه الأرض فلسطينية، ولن يغادرها أصحابها مهما كانت التضحيات.